نال قطاع الصحة اهتمامًا خاصًا خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP29، ويتجلى هذا في التوقيع على خطاب النوايا وإطلاق "تحالف استمرارية رئاسات مؤتمر الأطراف في باكو من أجل المناخ والصحة".
ومنذ فترة طويلة ينادي الناشطون في مجال الصحة بضرورة دمج القضايا الصحية في العمل المناخي؛ خاصة مع الترابط الواضح بين الصحة والمناخ؛ إذ تتسبب التغيرات المناخية في العديد من المشكلات الصحية، وفي بعض الأحيان تتسبب الظواهر الطقسية المتطرفة في عدم وصول الخدمات الصحية للأفراد الذين يعانون من آثار التغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد، استجابت رئاسة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28)، الذي انطلق في إكسبو دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023، وانفرد بوضع يوم للصحة على أجندته. حظي ذلك اليوم باهتمام خاص، وكانت هناك العديد من الفعاليات المفيدة التي طرحت القضايا الصحية بصورة أكبر، ما جعل المتخصصون في قطاع الصحة قادرين على طرح خططهم وآرائهم بشكل أوسع. وخرج "إعلان الإمارات العربية المتحدة لـ COP28 بشأن المناخ والصحة"، الذي نال استحسان أغلب الأطراف ووقع عليه أكثر من 150 طرف.
في أذربيجان
للمرة الثانية، يتم تضمين الصحة على أجندة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ، لكن هذه المرة في باكو عاصمة أذربيجان في دورته المؤتمر التاسعة والعشرين (COP29)، كان ذلك في اليوم الثامن من الفعاليات، يوم الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وخرجت "مبادرة باكو للتنمية البشرية من أجل التكيف مع المناخ"، وهي تهدف إلى تعزيز التنمية البشرية بصورة شاملة، متضمنة التعليم والوظائف والمهارات، وأيضًا الصحة.
وتهدف هذه المبادرة إلى وضع مبادئ توجيهية لتعزيز التنمية البشرية الشاملة، ما يساعد البشر في التكيف مع التغيرات المناخية والحصول على كافة احتياجاتهم من أجل التقدم والنمو. وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يُخصص فيها يوم للتنمية البشرية.
بخصوص الصحة
وقد نال قطاع الصحة اهتمامًا خاصًا خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 في يوم 18 نوفمبر، ويتجلى هذا في التوقيع على خطاب النوايا وإطلاق "تحالف استمرارية رئاسات مؤتمر الأطراف في باكو من أجل المناخ والصحة".
يتكون هذا التحالف من 5 رئاسات لمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في الفترة الممتدة بين 2021 حتى 2025 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتلك الرئاسات هي: المملكة المتحدة (COP26)، مصر (COP27)، الإمارات العربية المتحدة (COP28)، أذربيجان (COP29)، والبرازيل (COP30).
وفي هذا الصدد، علّق الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قائلًا: "يمثل هذا التحالف إرادة جماعية لإعطاء الأولوية للمناخ والصحة الآن وفي المستقبل". ويهدف هذا التحالف إلى توحيد صفوف الرئاسات الخمسة لتوفير إطار يساعد في دفع عجلة العمل المناخي في قطاع الصحة، وتعزيز الالتزامات المناخية السابقة بهذا الشأن.
أهداف التحالف
تمت مناقشة العديد من الأهداف الاستراتيجية من أجل أن يمضي التحالف إلى الأمام، من ضمنها:
تمويل المناخ والصحة: يحتاج العمل على الصحة والمناخ إلى تمويل لدعم حلول المناخ وتعزيز الشراكات وبناء القدرة على المرونة في النظم الصحية حول العالم.
آليات التمويل المبتكرة: هناك حاجة ملحة إلى تعزيز آليات التمويل المبتكرة من أجل الحصول على المزيد من التمويل اللازم لدعم مرونة المناخ في قطاع الصحة، وذلك عبر الشراكات المتعددة الأطراف، وتضمين القطاعات الخاصة والعامة.
التعاون بين البلدان: يحتاج أي تطور إلى تعاون دولي، وهذا من ضمن الأهداف المستقبلية؛ لدعم التقدم في ملف الصحة وجعله أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية. ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون أيضًا في دعم نقل القدرات بين البلدان ومشاركة الحلول المبتكرة الفعالة.
يساهم هذا التقدم في دمج الصحة أكثر في سياسات العمل المناخي، ما يعود بالنفع على المجتمعات، ويجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.